" من توجيهات
الرسول عليه السلام"
التمهيد :
هذا
الحديث هو وصية جامعة مانعة موجزة لمبادئ الحياة كلها ، وصية فيها قواعد كلية في
التعامل مع الله ، والتعامل مع النفس ، والتعامل مع الناس حرص الرسول - - أن يقدمها لأمته ؛ ليرسم لهم الطريق الأمثل
في الحياة .
-----------------------
الحديث :
عَنْ أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُما - عَنْ رَسُول اللَّهِ -
- قال : (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُما كُنْتَ ، وأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَة
تَمْحُها ، وخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ .. ) رواه التِّرْمِذِيّ .
------------------
اللغويات :
اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُما كُنْتَ : أي اخشَ الله
في كل مكان و أوان
-
الحَسَنَة : وتكون بصلاة أو صوم أو صدقة أو استغفار .. إلخ
-
تَمْحُها : تزيلها ، تدفعها × تثبّتها ، تبقيها
-
خَالِقِ النَّاسَ : أي خالطهم وعاملهم
-
بِخُلُقٍ حَسَنٍ : بالمعاشرة الطيبة و المعاملة الحسنة .
------------------------
الشرح :
س 1: كيف تكون علاقة الإنسان بربه ؟
جـ : أن
يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فالله يراه ، وهي علاقة تقوم على الإتيان
بجميع الواجبات والانتهاء عن سائر المنكرات والاستمرار على الطاعات .
س 2: كيف تكون علاقة الإنسان بنفسه ؟
جـ :
بالإكثار من فعل الحسنات ( من صلاة أو صدقة أو استغفار أو تسبيح أو غيرها) ، فكلما
اقترف ذنباً - ولو صغيراً - بادر بالحسنة ؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات ، ولا يمحو
الشر إلا الخير (الحسنة) .
س 3: كيف تكون علاقة الإنسان بالناس ؟ أو كيف يكون خلق المسلم حسناً ؟
جـ : هو
أن يفعل معهم ما يحب أن يفعلوه معه أي يعاملهم معاملة حسنة ، فيحسن إلى مسيئهم ،
ويصل من قطعه ، ويعفو عمن ظلمه .
س4 : ما ثواب أن نكون من المتقين ؟
جـ :
ثواب المتقين هو :
1 - حُب
الله (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (من الآية 76 - آل عمران)
2 - أن
نكون في حماية الله (أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (من الآية 123 - التوبة)
3 -
حياة ميسرة فيها هدوء البال (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ
يُسْراً) (من الآية 4 - الطلاق)
4 -
تكفير السيئات والأجر من الله (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) (من الآية 5 - الطلاق)
5 -
يجعل الله له مخرجاً ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (من الآية
2 - الطلاق)
6 -
الرزق (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (من الآية 3 - الطلاق)
7 -
الجنة (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
(من الآية 133 - آل عمران)
8 -
النجاة من العذاب (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) (من الآية 72 - مريم)
ما يرشدنا إليه الحديث :
1 – وضع
الأسس الصحيحة لعلاقة الإنسان بربه ونفسه ومجتمعه .
2 –
الحرص على سعادة الفرد في الدنيا و في الآخرة .
3 –
تكوين الروابط الاجتماعية لنهضة المجتمع .
4 –
الخلق الحسن أساس قوة الأمم .
5 –
مراقبة الله وخشيته سراً وعلانية .
-----------------------
التذوق :
(اتَّقِ
اللَّهَ - أتْبعِ - خَالِق) : أساليب إنشائية / أمر ، غرضها : النصح والإرشاد .
(السَّيِّئَةَ
- الحَسَنَة ) : محسن بديعي / طباق .
(تَمْحُها)
: نتيجة لما قبلها .
( أقوال في التقوى ) :
التقوى: أن يجدك الله حيث أمرك ، ولا يجدك حيث
نهاك .
قال ابن مسعود: التقوى أن يطاع الله فلا يُعصى
ويذكر فلا يُنسى ، وان يشكر فلا يُكفر.
روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا
صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار .
كتب عمر إلى ابنه عبد الله - رضي الله عنهما - :
أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل فإنه من اتقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن
شكره زاده ، واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك .
-----------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق