الأحد، 11 مايو 2014

"دعوة إلى الحب و التعاون " ( اولي ثانوي )

"دعوة إلى الحب و التعاون "

 التمهيد :
هذا الحديث يبين الثواب المترتب على إعانة المؤمن وتنفيس كربته في الدنيا و الآخرة ، فمن أعظم ما يفرج كربات العبد يوم القيامة سعي العبد في الدنيا في فك كربات المكروبين ، ومساعدة المحتاجين ، والتيسير على المعسرين وإقالة عثرات المخطئين .
------------------------ 
 الحديث :
عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النبيّ -  - قالَ : (مَنْ نَفّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدّنْياَ نَفّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسّرَ على مُعْسِرٍ يَسّرَ الله عَلَيْهِ في الدّنْيَا وَالآََخِرَةِ ، ومَنْ سَتَر مُسْلِمِاً سَتَرَه الله في الدّنْيَا والآَخِرَةِ ، والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخيهِ) . رواه مسلم .
-------------------------  
 اللغويات :
 نَفّسَ عن مُؤْمِنٍ : كشف عنه وأزال وفرج           - كُرْبَةً : شدة وضيق وأزمة ج كرب
- الدّنْيا : الحياة الحاضرة ج دنا ، مؤنثها أدنى       - يَسّرَ : سهل عليه وأزال عسرته × عسّر
- مُعْسِرٍ : معدم ، فقير × موسر       
 - سَتَر مُسْلِمٍاً : حجب عيوبه عن الناس ، ولم يفضحه
- عَوْنِ : مساعدة                                                     - ما كان : أي ما دام         
- في عون أخيه : أي في قضاء حاجته .
--------------------------
 الشرح :
س1 : إلامَ يدعو الحديث الشريف ؟
جـ : يدعو الحديث الشريف إلى ضرورة التضامن الاجتماعي ، و نشر جسور التعاون بين أفراد الأمة ؛ حتى ينتشر الحب ، ويسعد المجتمع ويرقى ، ويرضى الله عنا .
س 2: ما المقصود بـ (كُرَبِ الدّنْياَ) ؟
جـ : المقصود بالكرب الكرب المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية التي يعجز الإنسان عن ردها .
س3 : كيف يكون التيسير على كل من : (المدين - المريض - المظلوم) ؟
جـ : على المدين الذي لا يجد مالاً يسدد به دينه بإمهاله أو إعفائه منه أو بمساعدته في تسديده .
- على المريض بمساعدته بإحضار طبيب أو دواء ينقذ حياته .
- على المظلوم برفع الظلم عنه والوقوف بجانبه .
س 4: متى يكون الستر محموداً ومطلوباً ؟
جـ : لا يكون الستر محموداً إلا إذا كان فيه مصلحة و لم يتضمن مفسدة ، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نتستر عليه إذا كان معروفاً بالشر و الفساد ، ولكن الرجل الذي يكون مستقيماً في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا ؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة ، فالإنسان المعروف بالشر و الفساد لا ينبغي ستره ، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يجب ستره .
س 5: علل : ختام الحديث بـ(والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخيه) .
جـ : ليدل على ضرورة الاستمرار على هذا الخلق الجميل خلق معاونة المحتاجين .
---------------------------------- 
 
 التذوق :
 (نفّس) : لفظة توحي بالارتياح الشديد .
 (مُؤْمِنٍ - كُرْبَةً - مُعْسِرٍ - مُسْلِمِاً) : نكرات للعموم و الشمول .
 (سَتَر مُسْلِمِاً) : كناية عن المحافظة على عزة المسلم ، وفيها استعارة مكنية تصور فعل الخير بثوب يستر ويمنع الفضيحة .
 (أَخيهِ) : توحي بقوة العلاقة بين المؤمنين ، وبالتالي ضرورة التعاون بينهم
 (نَفّسَ - كُرْبَةً) ، ( الدّنْياَ - الْقِيَامَةِ ) ، (يَسّرَ - مُعْسِرٍ ) ، (الدّنْياَ - وَالآََخِرَةِ) : محسن بديعي / طباق
 (الله في عَوْنِ العَبْدِ) : كناية عن رضا الله على العبد الذي يساعد الآخرين .
------------------  
س1 : لماذا علق الرسول -  - أجوبة الشرط على أفعالها في هذا الحديث ؟
جـ : وذلك حثاً للناس على فعل الخير ومعاونة المكروبين والوقوف إلى جانب الضعفاء المحزونين .
 تذكر : كل جواب شرط في الحديث نتيجة لما قبله .
( أقوال في الحياء ) :
 قال صالح بن عبد القدوس :
- إِذا قَلَ ماءُ الوَجهِ قََلَ حَيــــاؤُهُ وَلا خَير في وَجه إِِذا قََلَ ماؤُه
- حَياؤُكَ فَاحفَظه عَلَيكَ فَإِنَّما يَدلُ عَلى فَضلِ الكَريم حَياؤُه
 قال بعض البلغاء :
حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه .
 قال بعض الحكماء :
من كساه الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه .
 قال الفضيل بن عياض :

خمس علامات من الشقوة : القسوة في القلب , وجمود العين , وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا , وطول الأمل.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق