"دعوة إلى الحب
و التعاون "
التمهيد :
هذا
الحديث يبين الثواب المترتب على إعانة المؤمن وتنفيس كربته في الدنيا و الآخرة ،
فمن أعظم ما يفرج كربات العبد يوم القيامة سعي العبد في الدنيا في فك كربات
المكروبين ، ومساعدة المحتاجين ، والتيسير على المعسرين وإقالة عثرات المخطئين .
------------------------
الحديث :
عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النبيّ -
- قالَ : (مَنْ نَفّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدّنْياَ نَفّسَ
الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسّرَ على
مُعْسِرٍ يَسّرَ الله عَلَيْهِ في الدّنْيَا وَالآََخِرَةِ ، ومَنْ سَتَر
مُسْلِمِاً سَتَرَه الله في الدّنْيَا والآَخِرَةِ ، والله في عَوْنِ العَبْدِ ما
كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخيهِ) . رواه مسلم .
-------------------------
اللغويات :
نَفّسَ عن مُؤْمِنٍ : كشف عنه وأزال وفرج - كُرْبَةً : شدة وضيق وأزمة ج كرب
-
الدّنْيا : الحياة الحاضرة ج دنا ، مؤنثها أدنى
- يَسّرَ : سهل عليه وأزال عسرته × عسّر
-
مُعْسِرٍ : معدم ، فقير × موسر
- سَتَر مُسْلِمٍاً : حجب عيوبه عن الناس ، ولم
يفضحه
-
عَوْنِ : مساعدة - ما كان : أي ما دام
- في
عون أخيه : أي في قضاء حاجته .
--------------------------
الشرح :
س1 : إلامَ يدعو الحديث الشريف ؟
جـ :
يدعو الحديث الشريف إلى ضرورة التضامن الاجتماعي ، و نشر جسور التعاون بين أفراد
الأمة ؛ حتى ينتشر الحب ، ويسعد المجتمع ويرقى ، ويرضى الله عنا .
س 2: ما المقصود بـ (كُرَبِ الدّنْياَ) ؟
جـ :
المقصود بالكرب الكرب المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية التي يعجز
الإنسان عن ردها .
س3 : كيف يكون التيسير على كل من : (المدين - المريض - المظلوم) ؟
جـ :
على المدين الذي لا يجد مالاً يسدد به دينه بإمهاله أو إعفائه منه أو بمساعدته في
تسديده .
- على
المريض بمساعدته بإحضار طبيب أو دواء ينقذ حياته .
- على
المظلوم برفع الظلم عنه والوقوف بجانبه .
س 4: متى يكون الستر محموداً ومطلوباً ؟
جـ : لا
يكون الستر محموداً إلا إذا كان فيه مصلحة و لم يتضمن مفسدة ، فمثلا المجرم إذا
أجرم لا نتستر عليه إذا كان معروفاً بالشر و الفساد ، ولكن الرجل الذي يكون
مستقيماً في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا ؛ فالستر ينظر فيه
إلى المصلحة ، فالإنسان المعروف بالشر و الفساد لا ينبغي ستره ، والإنسان المستقيم
في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يجب ستره .
س 5: علل : ختام الحديث بـ(والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كَانَ العَبْدُ
في عَوْنِ أَخيه) .
جـ :
ليدل على ضرورة الاستمرار على هذا الخلق الجميل خلق معاونة المحتاجين .
----------------------------------
التذوق :
(نفّس) : لفظة توحي بالارتياح الشديد .
(مُؤْمِنٍ - كُرْبَةً - مُعْسِرٍ - مُسْلِمِاً)
: نكرات للعموم و الشمول .
(سَتَر مُسْلِمِاً) : كناية عن المحافظة على عزة
المسلم ، وفيها استعارة مكنية تصور فعل الخير بثوب يستر ويمنع الفضيحة .
(أَخيهِ) : توحي بقوة العلاقة بين المؤمنين ،
وبالتالي ضرورة التعاون بينهم
(نَفّسَ - كُرْبَةً) ، ( الدّنْياَ -
الْقِيَامَةِ ) ، (يَسّرَ - مُعْسِرٍ ) ، (الدّنْياَ - وَالآََخِرَةِ) : محسن
بديعي / طباق
(الله في عَوْنِ العَبْدِ) : كناية عن رضا الله
على العبد الذي يساعد الآخرين .
------------------
س1 : لماذا علق الرسول - -
أجوبة الشرط على أفعالها في هذا الحديث ؟
جـ :
وذلك حثاً للناس على فعل الخير ومعاونة المكروبين والوقوف إلى جانب الضعفاء
المحزونين .
تذكر : كل جواب شرط في الحديث نتيجة لما قبله .
( أقوال في الحياء ) :
قال صالح بن عبد القدوس :
- إِذا
قَلَ ماءُ الوَجهِ قََلَ حَيــــاؤُهُ وَلا خَير في وَجه إِِذا قََلَ ماؤُه
-
حَياؤُكَ فَاحفَظه عَلَيكَ فَإِنَّما يَدلُ عَلى فَضلِ الكَريم حَياؤُه
قال بعض البلغاء :
حياة
الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه .
قال بعض الحكماء :
من كساه
الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه .
قال الفضيل بن عياض :
خمس
علامات من الشقوة : القسوة في القلب , وجمود العين , وقلة الحياء ، والرغبة في
الدنيا , وطول الأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق